الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد:
من أخطر الفتن المعاصرة فتنة وسائل التقنية الحديثة,من قنوات فضائية , وأجهزة الاتصالات, ومواقع الشبكة العالمية, فالمفيد منها قليل, ومنها ما ضرره أكثر من نفعه, وكثير منها كله شر وفتنة وضلال,
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن وأخبر عن كثرتها، فقال:" هل ترون ما أرى، قالوا: لا, قال:فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر".[البخاري (7060), ومسلم (2885)]. وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى المخرج والسلامة منها، فقال:"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا". [مسلم (118) , والترمذي (2195)].
وليعلم أن الفتن لن تضر إلا من تشرّف لها, وتردد في نواديها, وهو أعزل من السلاح, وأعني به قوة الإيمان والعلم النافع, والبصيرة في الدين.
فمن أضرار وسائل التقنية الحديثة :
• إشغال الفكر بما يضره، والتشويش على أمور الدين بما يتلقى المستخدم من الشبهات، وبما يطرق قلبه وسمعه وبصره من الشهوات. ويشتد الخطر كلما كان المتلقي صغير السن، أو ضعيف الإيمان أو قليل العلم.وكم من إنسان ضل عن دينه بسببها.{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
• هدر الكثير من الأوقات في غير طائل، وفيما هو قليل الفائدة، إضافة إلى ما يسببه قضاء الوقت فيها من إضاعة للواجبات الأخرى.
• سهولة اقتناء هذه الأجهزة ويسر استخدامها وتنوعها, مع إمكانية الخلوة بها مما يعطي الجاهل وضعيف الإيمان الجراءة على مطالعة ما يغضب الله من المناظر القبيحة، والمقالات المضلة والمغرضة، مما لها الأثر الكبير في زعزعة العقيدة وإضعافها. ثم يؤدي ذلك إلى توهين خشية الله، وقلة الحياء منه تعالى.
• تهاون كثيرٍ من المستخدمين بالإثم الذي يقعون فيه دون مبالاة منهم بعواقبه الوخيمة. والأخطر من ذلك الإصرار على ما هم فيه معصية الله مما يؤدي في غالب الأحيان إلى الأمن من مكر الله عز وجل .
• حصول الجفاء بين كثير من الأسر بسب الانشغال بهذه الوسائل, وضعف الصلة بين الأقارب, واقتصار التواصل على الأصحاب, والانعزال عن بقية المجتمع.إلى غير ذلك من الآثار السيئة.
ومعلوم أن كل عاقل حريص على تحصيل ما ينفعه، والبعد عما يضره, ولكن الظاهر في زماننا هذا أن هذا المفهوم بات غير واضح لدى كثير من الناس أو ضعيف الأثر عند بعضهم, ولعل من أسباب ذلك: تسارع المدنية الحديثة, واختلاط خيرها بشرها, وكثرة الفتن التي تطرق القلوب ليلاً ونهاراً, مع ضعف الوازع الإيماني .
والملاحظ أن كثيراً من الناس يولي الأمور الثانوية جانباً كبيراً من العناية, فهو يهتم مثلاً بالغذاء أو الرياضة والصحة - وهذا أمر مطلوب- بينما تجد الكثير ممن يهمل الجوانب المهمة, تقصيره ظاهر فيها, مما يؤدي إلى أضرار أشد خطورة.
فهل يقارن الضرر الحاصل بالوقوع فيما يغضب رب العالمين بالضرر الناجم عن سوء التغذية, أو إهمال الرياضة مثلاً ؟!
فلابد من تدارك أخطار هذه الوسائل بالمبادرة بالأعمال الصالحة التي تُدفع بها الفتن, وبذل الأسباب الأخرى للوقاية من شرها.ومن ذلك:
• مضاعفة الجهود للتوعية بأخطار هذه الوسائل، وضرورة نشر الوعي بالاستخدام الصحيح لوسائل التقنية والاستفادة منها.
• إدراك قيمة الوقت, وإشغاله بالمفيد من الأعمال الواجبة من الدراسة وكسب العيش والقيام بالمسؤوليات تجاه الأسرة والعمل الوظيفي، ونحو ذلك.
• الحرص على طلب العلم والتزود منه لما فيه من الهداية والعدة على مواجهة أعباء الحياة. فالعلم الشرعي درع منيع يتقي به المرء الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة والبدع المضلة. لذلك يجب عدم التقليل من شأنه أو الزهد فيه والإعراض عنه، فإن الهُدى كل الهدى في العلم النافع المقترن بالعمل الصالح.
• ومما يقلل من آثارها السيئة الاستعمال الأمثل لهذه الأجهزة, ويتم ذلك بالتوسع في البرامج الهادفة التي تجمع بين الفائدة والمتعة البريئة, سواءً كان ذلك في القنوات أو مواقع شبكة المعلومات. وتشجيع الجهات المختصة في إنتاج البرامج المفيدة , وتعديل وتعريب البرامج الأجنبية,والعناية بالشباب على وجه الخصوص لما لهم من القدرة على ذلك بما لديهم من دوافع حب الاستطلاع والاختراع والبرمجة, وألا يتركوا نـهباً لدعاة الفتن, فيتيهون في دروب الضياع. بل يجب استغلال طاقتهم في هذه المجالات وتوجيههم, وتشجيع مواهبهم وتقديم الجوائز لهم وتبني أفكارهم واختراعاتهم.
• ومنها العناية بالجوانب الإيمانية من تقوى الله ومراقبته تعالى وخشيته وتعظيمه. ومما له الأثر الكبير في ذلك محاسبة المرء نفسه في خلوته، وحملها على الصدق مع الله، وتذكيرها علم الله المحيط بما تخفيه الصدور وما تكنه الضمائر. فالله تعالى يقول:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }.
والواجب على الجميع اغتنام الوقت والجهد في إصلاح هذه الوسائل, والمبادرة بالوقاية من شرها, فإنه لا ينكر آثارها السيئة إلا مكابر أو جاهل.{ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
من أخطر الفتن المعاصرة فتنة وسائل التقنية الحديثة,من قنوات فضائية , وأجهزة الاتصالات, ومواقع الشبكة العالمية, فالمفيد منها قليل, ومنها ما ضرره أكثر من نفعه, وكثير منها كله شر وفتنة وضلال,
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن وأخبر عن كثرتها، فقال:" هل ترون ما أرى، قالوا: لا, قال:فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر".[البخاري (7060), ومسلم (2885)]. وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى المخرج والسلامة منها، فقال:"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا". [مسلم (118) , والترمذي (2195)].
وليعلم أن الفتن لن تضر إلا من تشرّف لها, وتردد في نواديها, وهو أعزل من السلاح, وأعني به قوة الإيمان والعلم النافع, والبصيرة في الدين.
فمن أضرار وسائل التقنية الحديثة :
• إشغال الفكر بما يضره، والتشويش على أمور الدين بما يتلقى المستخدم من الشبهات، وبما يطرق قلبه وسمعه وبصره من الشهوات. ويشتد الخطر كلما كان المتلقي صغير السن، أو ضعيف الإيمان أو قليل العلم.وكم من إنسان ضل عن دينه بسببها.{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
• هدر الكثير من الأوقات في غير طائل، وفيما هو قليل الفائدة، إضافة إلى ما يسببه قضاء الوقت فيها من إضاعة للواجبات الأخرى.
• سهولة اقتناء هذه الأجهزة ويسر استخدامها وتنوعها, مع إمكانية الخلوة بها مما يعطي الجاهل وضعيف الإيمان الجراءة على مطالعة ما يغضب الله من المناظر القبيحة، والمقالات المضلة والمغرضة، مما لها الأثر الكبير في زعزعة العقيدة وإضعافها. ثم يؤدي ذلك إلى توهين خشية الله، وقلة الحياء منه تعالى.
• تهاون كثيرٍ من المستخدمين بالإثم الذي يقعون فيه دون مبالاة منهم بعواقبه الوخيمة. والأخطر من ذلك الإصرار على ما هم فيه معصية الله مما يؤدي في غالب الأحيان إلى الأمن من مكر الله عز وجل .
• حصول الجفاء بين كثير من الأسر بسب الانشغال بهذه الوسائل, وضعف الصلة بين الأقارب, واقتصار التواصل على الأصحاب, والانعزال عن بقية المجتمع.إلى غير ذلك من الآثار السيئة.
ومعلوم أن كل عاقل حريص على تحصيل ما ينفعه، والبعد عما يضره, ولكن الظاهر في زماننا هذا أن هذا المفهوم بات غير واضح لدى كثير من الناس أو ضعيف الأثر عند بعضهم, ولعل من أسباب ذلك: تسارع المدنية الحديثة, واختلاط خيرها بشرها, وكثرة الفتن التي تطرق القلوب ليلاً ونهاراً, مع ضعف الوازع الإيماني .
والملاحظ أن كثيراً من الناس يولي الأمور الثانوية جانباً كبيراً من العناية, فهو يهتم مثلاً بالغذاء أو الرياضة والصحة - وهذا أمر مطلوب- بينما تجد الكثير ممن يهمل الجوانب المهمة, تقصيره ظاهر فيها, مما يؤدي إلى أضرار أشد خطورة.
فهل يقارن الضرر الحاصل بالوقوع فيما يغضب رب العالمين بالضرر الناجم عن سوء التغذية, أو إهمال الرياضة مثلاً ؟!
فلابد من تدارك أخطار هذه الوسائل بالمبادرة بالأعمال الصالحة التي تُدفع بها الفتن, وبذل الأسباب الأخرى للوقاية من شرها.ومن ذلك:
• مضاعفة الجهود للتوعية بأخطار هذه الوسائل، وضرورة نشر الوعي بالاستخدام الصحيح لوسائل التقنية والاستفادة منها.
• إدراك قيمة الوقت, وإشغاله بالمفيد من الأعمال الواجبة من الدراسة وكسب العيش والقيام بالمسؤوليات تجاه الأسرة والعمل الوظيفي، ونحو ذلك.
• الحرص على طلب العلم والتزود منه لما فيه من الهداية والعدة على مواجهة أعباء الحياة. فالعلم الشرعي درع منيع يتقي به المرء الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة والبدع المضلة. لذلك يجب عدم التقليل من شأنه أو الزهد فيه والإعراض عنه، فإن الهُدى كل الهدى في العلم النافع المقترن بالعمل الصالح.
• ومما يقلل من آثارها السيئة الاستعمال الأمثل لهذه الأجهزة, ويتم ذلك بالتوسع في البرامج الهادفة التي تجمع بين الفائدة والمتعة البريئة, سواءً كان ذلك في القنوات أو مواقع شبكة المعلومات. وتشجيع الجهات المختصة في إنتاج البرامج المفيدة , وتعديل وتعريب البرامج الأجنبية,والعناية بالشباب على وجه الخصوص لما لهم من القدرة على ذلك بما لديهم من دوافع حب الاستطلاع والاختراع والبرمجة, وألا يتركوا نـهباً لدعاة الفتن, فيتيهون في دروب الضياع. بل يجب استغلال طاقتهم في هذه المجالات وتوجيههم, وتشجيع مواهبهم وتقديم الجوائز لهم وتبني أفكارهم واختراعاتهم.
• ومنها العناية بالجوانب الإيمانية من تقوى الله ومراقبته تعالى وخشيته وتعظيمه. ومما له الأثر الكبير في ذلك محاسبة المرء نفسه في خلوته، وحملها على الصدق مع الله، وتذكيرها علم الله المحيط بما تخفيه الصدور وما تكنه الضمائر. فالله تعالى يقول:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }.
والواجب على الجميع اغتنام الوقت والجهد في إصلاح هذه الوسائل, والمبادرة بالوقاية من شرها, فإنه لا ينكر آثارها السيئة إلا مكابر أو جاهل.{ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق